ثقافه

اختفى النور فجأة و ساد الظلام الشديد في المبنى ...كنت منذ الطفولة اخشى الظلام و الوحدة
كنت وحيدة انزل على درج المبنى الذي تسكن فيه صديقتي ,حبست أنفاسي ,ارتعدت قليلاً و لم أتحرك قيد شعرة قررت ألا أصرخ ربما لا يطول الظلام و سمعت صوت احدهم ينزل على الدرج فأصابني الهلع و أحسست إنني على وشك البكاء و إذا بشخص يحمل بيده شمعة صغيرة ينير بها طريقه للنزول و رآني واقفة و الخوف يقيدني فأحس بذلك و تقدم نحوي بخطوات بطيئة و همس لا تخافي سوف أنير لك دربك
أحسست عندها بالأمان لم أتعرف إلى شكله لان تلك الشعلة كانت اصغر من أن تظهر ملامح ملائكي بجسد بشر و ما بداخله لكنني امتلأت بالأمان و تمنيت لو إنني احتضنه بقوة و امشي معه إلى نهاية العمر
علمت عندها انه لا احد في الدنيا سيجعلني آمنة أكثر من ذلك
امسك يدي و قال معتذراً العفو لكن هذه الوسيلة الاضمن كي لا نسقط على الدرج. لم أكن أمانع أبدا بل انتابني شعور ساحر بلمسته و لطفه
و نزلنا معا ممسكين بيدي بعض و أنا مغمضة العنين احلم بذلك النبيل الذي جاء لينقذني و تمنيت لو أنني في الطابق اللانهائي و أن لا ينتهي هذا أبدا
و لكن انتهى الحلم ,عندما وصلنا إلى بابا المبنى انسابت يده من يدي ببطء و نعومة و قال الآن أنت بأمان
بدون وعي ذرفت دمعة من عيني و سمعت صوتاً بداخلي يصرخ أرجوك لا تتركني أنا لن أكون بأمان إلا بين يديك
لكن لم استطع البوح بذلك. فقلت: كم كان ذلك لطيفاً منك أشكرك
و مضى ......و في تلك اللحظة عاد النور و أضأت مصابيح الشارع فإلتفت إليه علني احفظ شيئاً من ملامحه فإذا بي أشاهد بيده عصا يتحسس بها طريقه...انه ضرير ...لقد أذهلني لدرجة أنني لم اسمع نقرات العصا على الأرض عندما كان معي
وعندها عرفت انه أحس بي منذ أن انطفئ النور و أن النور الذي انبعث من شمعته كان من اجلي ...
و رحل بعيداً...و اختفى ,لكنه لم يختفي من يومها من قلبي و حتى هذه اللحظة وبعد مرور أعوام طويلة على هذه الدقائق السماوية مازلت احلم به ليلاً و اشعر بلمسته تدفئ يدي و تطمئن قلبي و كلما انقطع النور اشعر به بجانبي وأتمنى ألا يعود النور أبدا
أصبحت اعشق الظلام و أحس انه الأمان و الحب و الاطمئنان ....
Laly
__________________